“علاقة فئات كبيرة من المجتمع التونسي بالعمل غير سويّة”

أفاد مهدي مبروك المختص في علم الاجتماع اليوم الجمعة 24 مارس 2023، بأن تغير نمط الحياة وساعات النوم، خلال شهر رمضان يكون على حساب فترة النهار وساعات العمل، خاصة مع التمثلات السلبية المنتشرة حول تقلص القدرات الذهنية على التركيز والانتاج مما يرفع من نسبة التغيب.

وأضاف مهدي مبروك لدى مداخلته في برنامج اكسبرسو، أن رسالة وزارة الشؤون الدينية الموجهة للمواطنين، تأتي بغرض مكافحة التمثلات السلبية ومكافحتها والحد منها، مؤكدة على أن شهر رمضان لا علاقة له بكل السلوكات المؤثرة على جودة العمل ودقته والصبر وغيرها من السلوكيات.

وقال ضيف برنامج اكسبرسو، “إذا كان المواطن مؤمنا بقيمة العمل، فلا أعتقد أن السلوك يتغير خلال شهر رمضان، بالنسبة لمختلف المهن، عكس من كانت علاقته مع العمل غير سوية، وتحمل الكثير من الصور النمطية والتقديرات السيئة”.

وشدد على أن العمل هو قدرة على التواصل وجلب الانتباه وليس مجرد جهد فيزيائي، وأوضح أن “هناك نواة صلبة في ثقافتنا التقليدية تُبدّد قيمة العمل وتُهدرها”.

وأكد أن %الحضارات البشرية لن تتقدم إلا بإعادة قيمة العمل في صلب اهتماماتنا%، وأضاف أنه “لا بدّ من إعادة العمل كعقيدة”، قائلا “إننا نحتاج إلى ذلك بغض النظر عن المناخ الاجتماعي داخل فضاء العمل والتحفيزات المادية وغيرها”.

وأضاف أن “أيام العطل في قطاع التعليم تصل إلى حدّ خُمس عدد ساعات العمل، في القطاع”، وتحدث عن وجود مؤشرات أخرى مهمة على غرار ظاهرة التغيب، والعطل المرضية بالإضافة إلى ظاهرة التأخر، قائلا “تسجيل ملايين ساعات التأخير” في الإدارة العمومية.

وقال إن “العلاقة غير سليمة وغير سوية بين فئات كبيرة من المجتمع التونسي والعمل”، مضيفا أنه من الضروري إعادة العمل على التنشئة الثقافية، وشدد على اهمية توفّر الظروف الداخلية والخارجية أيضا من حيث انتظامية النقل ورياض الأطفال، الملائمة والمشجعة والمُرسّخة لثقافة العمل.