الأخبار

ماذا يعني اكتشاف وجود مياه على سطح القمر؟

today27/10/2020 6

Background
share close

أظهرت دراستان نشرت نتائجهما الاثنين 26 أكتوبر 2020 احتواء سطح القمر لكميات من المياه أكبر بكثير من المتوقع، على شكل جليد موزع على فوهات صغرى كثيرة، ما قد يشكل موردا محتملا يمكن للمهمات الفضائية المستقبلية الاستفادة منه.

ولطالما ساد اعتقاد بأن القمر جرم سماوي جاف، إلى أن اكتشف باحثون سنة 2008 جزيئات مياه داخل صهارة (ماغما) جلبها رواد فضاء خلال مهمات “أبولو”.

ماذا يعني اكتشاف وجود مياه على سطح القمر؟

لكن من أين تأتي هذه المياه؟ قد يكون ذلك ناجما عن سقوط الكويكبات التي ارتطمت بالقمر قبل مليارات السنين، والتي يُعتقد بأنها المصدر نفسه للمياه على الأرض.

وأوضح فرانسيس روكار اختصاصي المجموعة الشمسية في المركز الوطني لدراسات الفضاء في فرنسا، أن جزيئات الماء التي قُذفت أثناء سقوط هذه الأجسام سقطت على الأرجح في قاع هذه الفوهات، حيث ظلت “محاصرة إلى الأبد” بسبب البرد.

وفي حال تطوير تقنيات الاستخراج، من شأن ذلك توفير مورد محتمل لبعثات الفضاء المستقبلية، ولا سيما “لونار غايتواي” (بوابة القمر)، وهي المحطة المصغرة المستقبلية التي ستقام في مدار القمر.

ويرتدي هذا الأمر أهمية خاصة لوكالة ناسا التي تعمل على إطلاق مهمة مأهولة إلى القمر في 2024.

بالنسبة للبعثات المأهولة المستقبلية إلى المريخ على سبيل المثال، يمكن تصوّر عمليات “إقلاع من الأرض ثم التوقف في محطة لونار غايتواي التي ستكون بمثابة ’محطة وقود‘، وسيجري من خلالها إرسال المسابير على سطح القمر لجمع المياه، وبالتالي تزويد الطاقم بالوقود في رحلة إلى المريخ”، وفق فرانسيس روكار الذي لم يشارك في الدراسات.

وقال عالم الفيزياء الفلكية الفرنسي “هذا من شأنه أن يخفض تكلفة البرنامج لأنه أرخص من جلب الماء من سطح الأرض”، لافتا إلى أن الرحلة إلى المريخ تستغرق ستة أشهر.

هذا الماء موجود على شكل جليد مائي في قاع فوهات كبيرة تبقى على الدوام في الظل، بالقرب من المناطق القطبية في القمر حيث تكون درجات الحرارة منخفضة للغاية.

وكشفت دراسة نشرت نتائجها مجلة “نيتشر أسترونومي” وجود فوهات دقيقة كثيرة تكتنز جليد الماء في قاعها، وتسمى “المصائد الباردة”.

وقال بول هاين من قسم الفيزياء الفلكية في جامعة كولورادو الأمريكية “تخيل نفسك على القمر، بالقرب من إحدى مناطقه القطبية. سترى عددا لا يحصى من الظلال الصغيرة على السطح، معظمها أصغر من قطعة نقد معدنية. كل منها سيكون شديد البرودة بما يكفي لإيواء الجليد”.

وعند إضافتها إلى المناطق التي رُصدت سابقا، تصل المساحة الإجمالية للمياه على القمر إلى 40 ألف كيلومتر مربع، 60 % منها في القطب الجنوبي، “ما يشير إلى أن المياه منتشرة على القمر أكثر مما كان يُعتقد سابقا”، على ما أوضح هذا الباحث وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، لوكالة الأنباء الفرنسية.

أ ف ب

Written by: Asma Mouaddeb



0%