بسّام النيفر: “وضعية المؤسسات العمومية صعبة جدا وأصبحت عبء على الدولة”

قال المحلل المالي بسّام النيفر إن خدمات المنشآت العمومية تردت والكلفة التشغيلية أصبحت عالية جدا سواء في تونس أو في عديد الدول الأخرى، لتصبح هذه المنشآت والشركات العمومية عبءً على كل الدول التي تدعم الشركات العمومية عن طريق ميزانية الدولة.

وأوضح بسّام النيفر لدى مداخلته اليوم الأربعاء 22 سبتمبر 2021 في برنامج ايكوماغ أن الشركات العمومية تنشط عادة في القطاعات الاستراتيجية والتي لا يكون فيها منافسة وتكون محتكرة من طرف الدولة على غرار الطاقة والكهرباء، وتقوم هذه الشركات بإسداء الخدمات بأسعار محددة من الدولة تقل عن حجم الكلفة مما يكبّد المؤسسات العمومية خسائر مالية، وهي عادة ما تتمتع بدعم الدولة سنويا.

وأضاف بسام النيفر أن الشركات العمومية تواجه خسائر متراكمة وعجزا ماليا ضخما، جراء عجز الدولة عن سدّ خسائرها وضخ أموال في هذه الشركات وعدم قدرة الشركات العمومية أيضا على تحقيق أرباح وضخ أموال في خزينة الدولة.

وأشار النيفر إلى أن رقم معاملات الشركات العمومية الكبرى خلال سنة 2017 دون احتساب البنوك، بلغ 35 مليار دينار وهو رقم مهم جدا، ولكن هذه الشركات تكبدت خسائر قدرها 4.4 مليار دينار، بالنسبة لأقل من 30 شركة عمومية خلال سنة 2018.

وأفاد النيفر بأن وضعية المؤسسات العمومية صعبة جدا ولا يمكن أن تتواصل على الوضع الحالي لأكثر من سنة أو سنتين إضافيتين، مضيفا أن الدولة تقوم في حال عجزها عن ضخّ أموال مباشرة في الشركات العمومية، بضمان لفائدة هذه الشركات لدى البنوك حتى تتحصل هذه الشركات على السيولة وتتمكن من سداد الأجور، وشدد على أن البنوك لديها حدود ولا يمكن تجاوزها وهي تتعلق بطاقة استيعاب وتحمل المخاطر المنجرة عن سياسة الدولة والمؤسسات العمومية.

ودعا بسام النيفر ضيف برنامج ايكوماغ إلى تفادي انهيار المؤسسات العمومية عبر فتح باب المنافسة وترشيد الحوكمة وتعديل الإطار القانوني الذي تشتغل فيه هذه الشركات.