مبخوت: “ما حصل مع العبدلي جزء من تسيّب الدولة..”

أكدّ الأكادمي، والروائي، شكري مبخوت، اليوم الإربعاء 10 أوت 2022، أنّه ليس من دور النقابات الأمنية المحافظة على الأخلاق الحميدة، و كان على وزارة الداخلية معاقبة المجموعة التي انسحبت من تأمين عرض الممثل الكوميدي لطفي العبدلي.

وأشار، ضيف برنامج لاكسبراس، إلى أنّ مثل هذه الممارسات لم تحصل لأول مرة، وأنّ الصمت تجاهها، جعل الأمنيين يتمادون،معتبرا ذّلك جزء من تسيّب الدولة، وأن طرح الإشكال من زاوية المساس من حريّة التعبير أو دولة البوليس هو أمرا مبالغا فيه على حد قوله.

وبيّن الروائي، أن المسألة تتعلق بقوة الدولة في ضبط أعوانها، معتبرا أنّ كل الأحزاب التي حكمت طلة 10 سنوات الأخيرة، وكل أحزاب المعارضة، لم يكن لها أيّ برامج ثقافية، وما وقع هو فقط تسيير يومي.

وتابع ” خلال فترة الثمنينات كانت هناك مجموعة من أفكار بناء على دراسات، ولم يكن هناك مشروع الثقافي، وفي فترة بن علي تم تتفيه كل المجالات، التربية والتعليم بما فيها الثقافة، ليكون هناك فنانين منزوعي الأظافر وتابعين له، ثم بعد الثورة، كان هناك مشروع الأخونة والأسلمة، والإسلاميين كانو عاجزين على الهيمنة على المثقفين لانّ أغلبهم ياسريين.”

وأضاف، مبخوت، أن وزارة الثقافة أصبحت بمثابة “البقرة الحلوب” للمحترفين في التمتع بالإمتيازات المالية، وانّ آليات دعم الوزارة أصبحت متكلسة، ولم يقع اعادة  التفكير في آليات دعم الثقافة، داعيا إلى تغيير نظرية تبني  المشاريع وتمويلها من قبل وزارة  الثقافة فقط، وأن امكانيات الدعم المالي متوفرة في عدة جهات.

وبيّن، أنّ وزارة الثقافة عاجزة عن التفكير في آليات جديدة، لأنها ضحية البيروقراطية، معتبرا أنّ ما بعد 25 جويلية ليس له أي تأثير على المبدع والإبداع.

وأضاف، مبخوت، أنّ ليس من دور الثقافة الإبداع، وأنّ دورها يقتصر على تنويع المنتوج الثقافي، ووضع القوانين، وتحسين البنية التحتية..وأنّ دور المبدع هو أنّ يبدع.

وأفاد، الروائي، أنّ دور المثّقف هو دائما دور نقدي، هو مواجهة الأفكار الرجعية والمتكلسة، والمغلقة، والقاتلة للحريات، ويصبح مكثف أكثر في فترات الأزمة، مشيرا أن النخب فشلت نسبيا على مدى سنوات في تغيير الواقع التونسي.

واعتبر، شكري مبخوت، أنّ الانتقال الديمقراطي في تونس أخفق، منذ عهد الباجي القائد السبسي، حيث تم البحث عن تقسيم كعكة البلاد، وتكريه الناس في السياسة.