الاستشارة الوطنية لاصلاح التعليم: ملامحها والأطراف المعنية بها

أفاد هشام الشابي المستشار لدى وزير التربية المكلف بالبرامج حول الإستشارة الوطنية للتعليم الأساسي، اليوم الإثنين 14 أوت 2023، بأن “التقييمات الدولية لمنظومة التعليم لا تشمل تونس للأسف، ولكن هناك بعض التقييمات التي أنجزها البنك الدولي ومنظمة يونيسيف ووزارة التربية، للقدرات الأساسية للقراءة، والتي كشفت بأن هناك وهنا كبيرا في تأدية المدرسة العمومية لدورها”.

وأضاف هشام الشابي لدى مداخلته في برنامج اكسبرسو، أن “أشد دليلا على هذا الوهن هو ما يسمى بفقر التعلم الوارد في تقرير البنك الدولي، والمتعلق بصعوبات كبيرة للقراءة لدى التلاميذ التونسيين”.

كما أشار إلى تقييمات تمت في تونس في إطار محاولات سابقة لاصلاح منظومة التعليم، ومؤشرات الانقطاع المدرسي، والتي تؤكد كلها ضرورة المضي في عملية اصلاح منظومة التعليم.

واعتبر أنه رغم كل المشاكل المطروحة في التعليم العمومي إلا أنه قادر بفضل المدرسين والمؤطرين العاملين فيه على تكوين كفاءات تونسية متميزة، مشيرا إلى ضرورة العمل على النقاط السلبية وتداركها، أخذا بعين الاعتبار لتجارب النجاح المستمدة من منظومة التعليم العمومي.

ماهي أهداف الاستشارة الوطنية؟

وأضاف أن الاستشارة الوطنية المرتقبة تهدف أساسا إلى ضبط جملة الملامح والتوجهات التي يمكن أن تبني مستقبل التعليم في تونس، وهي موجهة بالأساس لكل شرائح المجتمع التونسي للتعرف على آراء كل فئاته من تلاميذ وطلبة وأولياء وباحثين ومربين وخبراء وغيرهم.

وأشار إلى أن هذه الاستشارة ستعمل على بحث حلول لضمان مبدأ تكافؤ الفرص وإرساء التعلم مدى الحياة والقضاء على الأمية المتفشّية، وقال إن هذه الاستشارة ستكون دعامة للمجلس الأعلى للتربية الصادر في الرائد الرسمي للجمهورية التونسية والذي من دوره أساسا إبداء الرأي في الخطط الوطنية الكبرى في مجال التربية والتعليم والتكوين المهني وآفاق التشغيل.

وأكد أن تنظيم هذه الاستشارة سيكون بمشاركة مختلف الوزارات المعنية مباشرة بملف التربية والتعليم على غرار وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة التشغيل والتكوين، إضافة إلى وزارة الأسرة ووزارة الشؤون الدينية ووزارة الشباب والرياضة ووزارة الشؤون الثقافية، وهذه هي المرة الأولى التي يقع فيها تنسيق التواصل بين كل هذه الوزارات.

وأوضح أنه سيتم في المرحلة القادمة العمل على وضع الأسئلة موضوع الاستشارة حتى تُصادق عليها اللجنة المكلفة بتنظيم الاستشارة، ثم توضع على المنصة التي ستُفتح للعموم يوم 15 سبتمبر المقبل، لإبداء الرأي والمشاركة في الاستشارة والإجابة على الأسئلة المطروحة.

وكان رئيس الجمهورية قيس سعيد قد أعلن بتاريخ 10 أوت 2023، خلال الاحتفال بيوم العلم، تم تحديد يوم 15 سبتمبر القادم تاريخا لانطلاق الاستشارة الوطنية الخاصة بالمجلس الأعلى للتربية والتعليم.

وقال المستشار لدى وزير التربية المكلف بالبرامج حول الإستشارة الوطنية للتعليم الأساسي، إنه سيم العمل على طرح أسئلة مغلقة وأسئلة أخرى مفتوحة، تمُكّن المشاركين في الاستشارة من تقديم مقترحاتهم لاصلاح منظومة التعليم، والإجابة على السؤال الأهم بعد القيام بعملية تحليل الإجابات الواردة عن المشاركين في الاستشارة، وهو “مالذي يمكننا المحافظة عليه في منظومة التعليم العمومي الحالية؟ وماذا يمكننا أن نبدع؟”.

وأشار ضيف برنامج اكسبرسو، إلى أنه سيقع التعريف بمنصة المشاركة في الاستشارة الوطنية حول اصلاح التعليم، وشدد على أن الاستعدادات حثيثة لوضع هذه الأسئلة وطرحها على عموم المواطنين.

وفيما يتعلق بالعودة المدرسية 2023-2024، أوضح أنه تم الانطلاق في الاستعداد لها منذ مارس 2023، وتم بعث لجنة وطنية تشرف على التنسيق بين مختلف المندوبيات، وتم تحديد عدد الأقسام وعدد المدرسين، مضيفا أنه يتم العمل حاليا على إعداد المؤسسات التربوية لاستقبال التلاميذ من جديد، بعد انتهاء العطلة الصيفية.