الأخبار

الجورشي: الأحزاب السياسية تعاني أزمة مصداقية وإنكار

today04/12/2022 6 1

Background
share close

قال المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء إنه “على الأحزاب السياسية أن تدرك وتعترف بأنها هي من مهدت للوضع الحالي -في إشارة إلى غيابها عن المشهد السياسي في مرحلة الانتخابات التشريعية- وتسببت في خلقه من خلال ارتكاب العديد من الأخطاء التي لا يريد الكثير منهم الاعتراف بها إلى حد الآن، ولا أن يقوموا بمراجعات حقيقية”.

واعتبر الجورشي أن تواصل التنافر والصراع في ما بين الأحزاب إلى اليوم يدل على عدم نضجها، وأن الأحزاب السياسية تعاني أزمة مصداقية وإنكار لعدم قدرتها على التطور ضمن السياق التاريخي والسياسي الجديد والمتجدد، مشددا على “ضرورة أن تتفق الأحزاب على مكانتها ووضعها في أي سياق وفي أي مرحلة، لأن ما يحدث الآن هو كسر لكل ما تم تأسيسه من قبل كركائز لاحتمال قيام نظام ديمقراطي”.

وأضاف أن هذه التشكيلات السياسية “يجب أن تقر بأنها ضعيفة وهشة وقابلة للتحول في الاتجاه المعاكس، وكأنها غير مدركة لدورها الأساسي والاستراتيجي في عملية البناء الديمقراطي”، حسب تعبيره.

ويعتبر الجورشي أن الأحزاب السياسية مطالبة بالقيام بنقد ذاتي وبأن تكون واعية بأن الوضع قد اختلف تماما عما كان عليه قبل 25 جويلية وعليها أن تبني استراتيجية وثقافة سياسية جديدة، وأن تقوم بمراجعات جذرية على مستوى الأهداف والبرامج، مشيرا في هذا الصدد، إلى أن جزء كبيرا من الأحزاب في تونس لا يملك برامج بل يملك شعارات وأنها تعيش أزمة في تعاملها مع الجمهور ولا تحسن التواصل معه.

ويعتقد المتحدث أن الرئيس قيس سعيد قد همش الأحزاب لكن رغم ذلك مازال دورها ووجودها قائما “لأن الجميع على وعي تام أنه لا ديمقراطية دون أحزاب”، شرط أن تقوم بمراجعات جوهرية وإلا “فإنها ستبقى على الهامش وربما تعجل بأن تدفن نفسها بنفسها”، ملاحظا أن الأحزاب مطالبة بأن “تعيد بناء تاريخها من جديد وتضع تجاربها السابقة على السطح وتسلط عليها أضواء النقد العميق لعلها تبني قيادات وزعامات جديدة و تستطيع أن تحول ضعفها قوة”.

أما عن مسألة تكوين الجبهات والتحالفات وإن كان من الممكن اعتبارها وسيلة لاستعادة موقع الأحزاب في المشهد السياسي، فقد أفاد صلاح الدين الجورشي بأن الواقع يفرض على الأحزاب أن تلتقي في إطار جبهات حسب تقارب المفاهيم والمصالح التي تجمعهم ولكن شرط أن لا تراكم هذه التحالفات الأخطاء التي ارتكبتها في السابق وأن لا تعود للتناحر والحسابات الضيقة.

وأعرب عن الأمل في أن تتجاوز الأحزاب خصوماتها القديمة لكي تبني جبهة عريضة تنجح في تغيير موازين القوى وفي العودة لبناء التوازن السياسي في البلاد.

 

*وات

Written by: Asma Mouaddeb



0%