إقتصاد

الخطاب الرسمي التونسي والهجرة..

today18/12/2023 39

Background
share close

يحتفل العالم يوم 18 ديسمبر من كل عام باليوم الدولي للمهاجرين، وهو يوم للاعتراف بأهمية مساهمة المهاجرين في مجتمعاتهم الجديدة مع تسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها.

 

السياسة الهجرية لتونس

أكد مهدي المبروك أستاذ بكلية العلوم الانسانية والإجتماعية بتونس، اليوم الإثنين 18 ديسمبر 2023،  لدى تدخله ببرنامج “ايكو ماغ” أن أي سياسة هجرية يجب أن تقوم على أربع ركائز رئيسية تتمثل في التشريعات والمؤسسات والخطاب السياسي والموارد البشرية.

 

ففي مجال التشريع، بيّن،  أن تونس لديها أكثر من 35 اتفاقية دولية، فضلا عن عدد من الاتفاقيات الثنائية، بالإضافة إلى القوانين الوطنية، لاسيما القانون عدد 6 لسنة 2004 المؤرخ في 3 فيفري 2004 المتعلق بجوازات السفر ووثائق السفر. موضحا أنه، “يتم تطبيق هذه القوانين بصرامة، لكن هناك ثغرات تشريعية، خاصة في مجال حماية اللاجئين.”

أما في ما يتعلق بالمؤسسات، أفاد ضيف البرنامج،  بأن تونس أنشأت مؤسسات عمومية تتولى إدارة الهجرة، لا سيما الوكالة التونسية للتعاون الفني منذ 1972، وديوان التونسيين بالخارج  منذ 1988، وكذلك المرصد الوطني للهجرة منذ 2014 و كتابة الدولة للهجرة سنة 2012.

الخطاب الرسمي والهجرة

وبالنسبة للخطاب السياسي حول قضية الهجرة، أشار مهدي المبروك إلى وجود هذا الخطاب رغم  ما يشوبه من نواقص، موضحا أن رئيس الجمهورية الأسبق زين العابدين بن علي “لم يتحدث عن الهجرة.”

أما بالنسبة للموارد البشرية، فقال إن مئات المسؤولين يعملون على موضوع الهجرة في مؤسسات مختلفة.

كما أكد مهدي المبروك أن سياسة الهجرة التونسية تتسم بـالإفراط في القوانين الجزرية، مشيرا إلى أن قانون 2004 يعتبر من “الأكثر القوانين تشددا في العالم” لمكافحة الهجرة.

ومع ذلك، أضاف أن سياستنا المتعلقة بالهجرة “براغماتية”، لأن تونس تستخدم قضية الهجرة للضغط، خاصة على أوروبا.

علاوة على ذلك، أشار  الأستاذ الجامعي إلى أن الخطاب الرسمي المتعلق بالهجرة خلق “كراهية للأجانب وخاصة الأفارقة جنوب الصحراء: “ وتتمثل عناصر لغة الخطاب الرسمي التونسي (المؤامرة ضد الهوية، التغيير الديموغرافي..) التي أثرت على المجتمع التونسي” وفق قوله.

كما أشار إلى أحداث الأشهر الأخيرة، واصفا إياها بـ”الانتهاكات التي لا يمكن السكوت عنها”، موضحا أنه في بعض الجهات التونسية يتم استغلال سكان جنوب الصحراء حيث يتم تأجير أشجار الزيتون لسكان جنوب الصحراء الكبرى كمنازل على حد تعبيره

وسلط عالم الاجتماع الضوء على السياق الدولي والأزمة الاقتصادية الحادة التي أدت إلى تعقيد معالجة قضايا الهجرة.

 

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن رئيسة المجلس الإيطالي، جيورجيا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أعلنا عن التمويل المشترك لمشروع إيطالي بريطاني يتعلق بالمساعدة في العودة الطوعية إلى بلدان الأصل،  للمهاجرين العالقين في تونس.

Written by: Rim Hasnaoui



0%