الرحيلي: “انتاج الفسفاط ونقله تحت إمرة الجيش، لا يعتبر حلا..”

أكد الخبير في التنمية حسين الرحيلي،  أن 71678 طنا من الفسفاط التي تم تصديرها خلال اربعة الأشهر الأولى من السنة الحالية، تتعلق بالفسفاط التجاري الخام.

وقال خلال تدخله ببرنامج لكسبراس، اليوم الجمعة 05 ماي 2023، “إن القطاع تعافى نوعا ما وهناك عودة تدريجية  على الفسفاط الخام التونسي من عديد الحرفاء التقليديين..”

وأشار الرحيلي، إلى عائق تحويل الفسفاط من الحوض المنجمي إلى المجمع الكيميائي،  على متن عربات الشركة التونسية للسكك الحديدية،  لافتا إلى أهمية تسيير 3 سفرات حديدية يومية لعربات نقل الفسفاط عوضا عن سفرة واحدة يوميا كما هو عليه الحال في الوقت الراهن حتى يتم استعادة نسق الشحن والتصدير الذي بلغ ذروته سنة 2007.

هل يعتبر مجلس الأمن القومي حلا؟ 

قال حسين الرحيلي، “إن اشراف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، مؤخرا بقصر قرطاج، على اجتماع مجلس الأمن القومي للنظر في ملف إنتاج الفسفاط، أبدى تخوفي من عسكرة المواقع، لتأمين انتاج الفسفاط..”

واعتبر الرحيلي، أن عسكرة المواقع وتأمين الانتاج تحت امرة الجيش، لم تنجح في الحوض المنجمي، حتى في عهد بن علي الذي لم يستطع السيطرة وتكميم الافواه وفق قوله.

وشدد ضيف البرنامج على ضرورة القضاء على التوتر داخل حوض المنجمي، وأن تقوم الدولة بدورها التنموي ومقاومة التهميش بالجهة لعودة تأمين نقل الفسفاط.

واوضخ ضيف البرنامج، أن الظروف صعبة وهشة في الحوض والاسباب الحقيقية لانفراج أزمة الفسفاط لم يتم الوقوف عليها.

وشدد على أنّ منذ سنة 1956 إلى اليوم الدولة غائبة وعاجزة في الحوض المنجمي، ولا يمكن حلحلة الأزمة عن طريق مجلس الأمن القومي.

وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّ، قد أكد، لدى إشرافه على اجتماع مجلس الأمن القومي أن هذا المجلس يبحث ملف الفسفاط، مضيفا أن الأمر يتواصل للأسف منذ أكثر من 10 سنوات، قائلا “تبر في التراب في حين أن الدولة تشكو وضعا ماليا صعبا”.

تحلية مياه البحر لغسل الفسفاط 

وحول تطرق إجتماع مجلس الأمن القومي إلى مسألة مغاسل الفسفاط وضرورة اللجوء إلى مدّ أنبوب إلى الحوض المنجمي بعد تحلية مياه البحر، قال الرحيلي: الفسفاط لا يحبذ نوعية جيدة من المياه ويمكن غسله عن طريق مياه الصرف الصحي المعالجة وتجارب المقارنة أثبتت ذلك..”

وتابع” الفسفاط ليس صناعة حتى يتطلب نوعية جيدة ولا يستحق تحلية مياه البحر..”.

وشدد الخبير في التنمية حسين الرحيلي، أنه لا يمكن لشركة فسفاط قفصة تحمل تكلفة محطة تحلية مياه البحر.

الفسفاط حلا بديلا عن صندوق النقد ؟

قال حسين الرحيلي، “إن قطاع الفسفاط يظل رائعة اقتصادية، ويمكن لعديد الخبراء وضع برامج لحلحلة مشكلة التداين التي تعيشها بلادنا..”

وأشار إلى وجود كميات كبيرة من الفسفاط التجاري الخام، لم يتم تحويلها منذ أكثر من سنة ونصف، داعيا إلى اصلاح شبكة السكك الحديدية ليتم تأمين 3 سفرات حديدية يومية لعربات نقل الفسفاط عوضا عن سفرة واحدة يوميا، وربح تكلفة النقل عن طريق الشاحنات.

وتجدر الإشارة إلى أن سنة 2021 سجلت صفر نشاط لشحن وتصدير الفسفاط التونسي الخام ولم تتجاوز في 2020 ما مجموعه 2350 طنا و1375 طن سنة 2019 و800 طن سنة 2018 و6555 طنا سنة 2017 و2310 أطنان سنة 2016 و3700 طن سنة 2015.