الأخبار

الهجرة غير النظامية: “إلى متى يتواصل التشخيص دون وضع الإصبع على الداء؟”

today17/11/2023 11

Background
share close

قال حسن بوبكري أستاذ الجغرافيا ودراسات الهجرة ورئيس مركز تونس للجوء والهجرة اليوم الجمعة 17 نوفمبر 2023، إن تسجيل حوالي 770 ضحية ومفقودا جراء عمليات الهجرة غير النظامية انطلاقا من السواحل التونسية نحو إيطاليا طيلة الأشهر العشرة الأولى لسنة 2023، مرتبط بنمط الهجرة غير النظامية هذه السنة وتصاعد عدد المهاجرين من الدول الإفريقية باستعمال القوارب الحديدية التي تفتقر للشروط الفنية المطلوبة وتكون مخاطر غرقها أكبر.

وأضاف حسن بوبكري لدى مداخلته في برنامج اكسبرسو، أن هذه القوارب الحديدية يتم صناعتها في عدد من الورشات في صفاقس والمهدية خلسة.

واعتبر أن موجة الضغط المسلطة على المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بداية من السلطات الجزائرية والليبية إلى موجة الكراهية التي واجهوها في بلادنا أيضا، أدت بهم إلى الاضطرار لاستعمال هذه القوارب الحديدية التي توفرها شبكات الاتجار بالبشر بكلفة منخفضة مقارنة بأسعار اجتياز الحدود خلسة باستعمال قوارب خشبية.

ورجّح أن يفوق عدد المهاجرين غير النظاميين مع نهاية سنة 2023، ما تم تسجيله خلال سنة 2022، نظرا لاستقرار العوامل الجوية وتصاعد رغبة التونسيين في الهجرة بطريقة قانونية بالنسبة للكفاءات القادرة على ذلك، وبصفة غير نظامية بالنسبة للفئات الأخرى من قصّر وعائلات وغيرهم.

“انفجار كبير في كل الأرقام المتعلقة بالهجرة غير النظامية”

وبيّن أن عدد المهاجرين غير النظامية انطلاقا من تونس ارتفع بحوالي 40 بالمائة خلال شهر سبتمبر لسنة 2023، مقارنة بسبتمبر من سنة 2022، وأرجع ذلك لاستقرار العوامل الجوية خلال هذه الفترة من السنة.

ويشار إلى أن عدد التونسيين الواصلين إلى السواحل الايطالية بطريقة غير نظامية بلغ منذ بداية السنة الحالية وإلى غاية 31 أكتوبر 2023 نحو 15769 مهاجرا مقابل نحو 16699 مهاجرا خلال الفترة ذاتها من سنة 2022، وفق بيانات نشرها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية استنادا إلى وزارة الداخلية الإيطالية.

وبلغ عدد الأشخاص الذين تم منع اجتيازهم انطلاقا من السواحل التونسية سواء من جنسيات تونسية أوغير تونسية) خلال الفترة ذاتها أي من جانفي 2023 إلى 31 أكتوبر 2023، نحو 75923 مهاجرا.

وأشار المنتدى إلى عدد القصر الواصلين إلى السواحل الإيطالية سواء بمرافقة أم دون مرافقة أوليائهم خلال نفس الفترة، يقدر بنحو 4248 قاصرا.

كما قدّر أن يبلغ عدد عدد النساء التونسيات الواصلات إلى السواحل الايطالية خلال الفترة ذاتها بنحو 1212 مهاجرة.

وأضاف حسن بوبكري لدى مداخلته في برنامج اكسبرسو، أن عديد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء يفترشون الأرض في الغابات وضيعات الزيتون في ظل عدم قدرة بلادنا على إغاثتهم وإعاشتهم.

وأشار إلى انخراط النساء والقصر والعائلات والكفاءات أيضا في موجات الهجرة غير النظامية بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في تونس، خاصة مع تضاعف عدد القصر المنخرطين في عمليات الهجرة غير النظامية بحوالي 8 مرات خلال سنة 2023 مقارنة بسنة 2019.

واعتبر أن هناك انفجارا كبيرا في كل الأرقام المتعلقة بالهجرة غير النظامية سواء من حيث أعداد الواصلين أو محاولات الهجرة غير النظامية أو انخراط النساء والقصر في هذه العمليات.

“هذا الرقم يحيل إلى أن تونس تلعب دور حراسة الحدود الأوروبية”

وقال إنه من الضروري معالجة الأسباب المباشرة بتصاعد هذه الأرقام والمتمثلة خاصة في انعدام الأمل والثقة في المستقبل لدى كل هذه الفئات، مؤكدا ضرورة البحث عن الحلول بصفة عاجلة، خاصة في ظل غلق أوروبا لحدودها وتشديد إجراءات منح التأشيرة لتسهيل التنقل النظامي والقانوني.

وأضاف “إلى متى يتواصل التشخيص ولا نضع الإصبع على الداء؟ هذا ممكن من خلال فتح الآفاق وفتح باب الانتداب والتشغيل في القطاعين العام والخاص”.

واعتبر ضيف برنامج اكسبرسو، أن “سياسة التعامل مع ظاهرة الهجرة في الوقت الحالي هي سياسة أمنية بحتة وأن تصاعد عدد المهاجرين الذين بتم إرجاعهم من البحر يحيل إلى أن تونس تلعب دور حراسة الحدود الأوروبية”.

 

 

Written by: Asma Mouaddeb



0%