Express Radio Le programme encours
وأضاف محمد رجايبية، لدى حضوره في برنامج لـكسبراس، أن التغيرات المناخية التي مر بها الموسم الحالي من الحبوب غير مسبوقة، وقال إن “هذا الموسم صعب ويرتقي إلى درجة موسم كارثي بأتم معنى الكلمة”.
وأفاد بأن تساقطات الأمطار في معدلات ضعيفة جدا، خاصة خلال شهر مارس الجاري، في حين أن 95 بالمائة من مساحات الزراعات الكبرى هي مساحات مطرية وتعتمد على الأمطار، في حين لا تتجاوز مساحات الزراعات الكبرى السقوية، 85 إلى 90 ألف هكتار، فقط.
وأشار إلى أن الفلاح يواجه الخطر الداهم في أوضاع استثنائية، ولا بدّ من اتخاذ القائمين على السلطة إجراءات استثنائية لمجابهة الوضع الحالي وطمأنة الفلاح، مضيفا أن منظومة الزراعات الكبرى مرتبطة بمنظومات أخرى على غرار تربية الماشية والأعلاف التي تعيش بدورها وضعا صعبا.
وأوضح أن صابة الحبوب خلال السنوات الثلاث الأخيرة، استقرت عند تجميع حوالي 12.9 مليون قنطار من الحبوب في موسم 2018/2019، في حين لم تتجاوز صابة الموسم الفارط، 7.4 مليون قنطار، وتوقع إتحاد الفلاحة صابة في حدود 3.5 مليون قنطار في الموسم الحالي.
وأشار إلى أنه في صورة تواصل موجة الحر الحالية وغياب الأمطار فإن الصابة ستكون أقل بكثير.
ودعا إلى ضرورة إعلان حالة الجفاف اليوم، والوعي بخطورة المرحلة، وإنقاذ الفلاح، وأفاد بأن ارتدادات الموسم الحالي ستنعكس على الموسم المقبل، وسيكون هناك نقص في كميات البذور بالنسبة للموسم القادم، داعيا إلى التفكير في البذور بالنسبة للموسم المقبل.
وقال إن ملف المياه يعاني عدة اشكاليات اليوم على مستوى المخزون الضعيف للسدود ومجلة المياه ومنظومة المياه عموما، حيث لم يقع أخذ التغيرات المناخية في عين الاعتبار وبالجدية المطلوبة، وهو ما خلّف نقصا في صابة الحبوب طيلة المواسم الأخيرة، وجعل من الزراعات الكبرى مهددة بفعل التغيرات المناخية.
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات ووضع استراتيجية واضحة والتوجه نحو العمل التشاركي بين الوزارة واتحاد الفلاحة، قائلا “لا يوجد رسائل طمأنة للفلاحين في هذا الوضع الكارثي”.
وأوضح أن إعلان حالة الجفاف، سيمكن من توفير تعويضات للفلاحين، خاصة في الولايات الأكثر تضررا، وأفاد بأن “حوالي 75 بالمائة من المساحات تضررت وعديد المساحات المزروعة لن تنبت هذه السنة وستكون بمثابة السنة البيضاء وهو ما يحتاج إلى العمل على توفير البذور للموسم القادم”.
وقال إنه “اليوم لم نعد نتحدث عن تجميع، في صورة تجميع مليوني قنطار أو 2.5 مليون قنطار، فمن الأجدى توجيهها نحو البذر للموسم القادم، وهنا لا يمكن الحديث عن كميات توجه للاستهلاك”، مؤكدا بذلك أن “الحبوب المُنتجة يُمكن أن توجّه كُلها للبذر في الموسم القادم”.
وأشار إلى أن موسم 2002 كان أقل وطأة ولكن هذا الموسم كارثي بأتم معنى الكلمة ومسّ بكل القطاعات الفلاحية الأخرى، ومختلف حلقات وسلاسل الإنتاج.
وأفاد بأنه من الأولى توجيه المياه المستعملة في زراعات الطماطم والبطيخ والدلاع إلى الزراعات الكبرى والحبوب خاصة، وخاصة المناطق الأكثر انتاجا التي يمكن اعتبارها ذات أولوية.
وقال ضيف برنامج لـكسبراس، إن قطاع تربية الماشية سيشهد أزمة كبيرة بسبب نقص الأعلاف ومهدد بالكارثة، خاصة في ظل ضعف الحصص الممنوحة للمربين، وأضاف أن عديد المستثمرين في القطاع الفلاحي لم يتلقوا إلى حد الآن منح الاستثمار.
وعبّر عن أمله في أن يكون الوزير الجديد مؤمنا بأهمية العمل التشاركي، وقال إن المياه المعالجة هي حل من الحلول التي يمكن اعتمادها بالنسبة للأعلاف، وشدد على أهمية اتخاذ أصحاب القرار لإجراءات عملية وفاعلة.
Written by: Asma Mouaddeb