روضة العبيدي: “الإرادة السياسية غائبة والطفل ليس في أولويات مؤسسات الدولة”

أكدت روضة العبيدي رئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر أن تقرير الهيئة لسنة 2020 سيصدر قريبا، وأضافت أن الأرقام المفزعة التي أعلنت عنها الهيئة والمتعلقة بارتفاع قضايا الاستغلال الجنسي لدى الأطفال بنسبة 180% وارتفاع عدد قضايا بيع الرضع بنسبة 62,5 % خلال سنة 2020 مقارنة مع سنة 2019 جاءت بعد حادثة الأم التي باعت 4 من أطفالها في المهدية وهي قضية أثارت الرأي العام.

وأشارت روضة العبيدي رئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر لدى مداخلتها اليوم الخميس 23 سبتمبر 2021 في برنامج كلوب اكسبراس إلى أن هذه الحادثة كشفت أن الأم توفر مداخيل مالية شهرية بعد بيع أطفالها تترواح بين 300 دينار و500 دينار شهريا.

واعتبرت العبيدي أن نسب ارتفاع قضايا الاستغلال الجنسي أصبحت تقارب الـ 200 بالمائة في حين أنها لا تتجاوز في الدول التي تحترم حقوق الأطفال الصفر فاصل، وتكون محل أنظار الرأي العام، إلا أن تقارير الهيئة لم تجد أي تفاعل في تونس، ودعت إلى ضرورة عمل كل الأطراف المتدخلة بصفة تشاركية ووضع خطة لتغيير واقع الأطفال المتردي، بسبب غياب الإرادة السياسية.

وأفادت روضة العبيدي رئيسة الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر بأن الدولة تكلف الفرق المختصة صلب وزارة الداخلية بالبحث في قضايا الاتجار بالبشر، والهيئة وعديد الهياكل الأخرى ولكنها لا توفر لها أي امكانيات مادية وبشرية، كما اعتبرت أن الإرادة السياسية غائبة وأن الطفل ليس في أولويات مؤسسات الدولة.

وقالت العبيدي “الهيئة أعدت وضمات تحسيسية وسعت لبثها في وسائل إعلام عمومية فتبيّن أنها مطالبة بدفع مبالغ مالية في حين أن الدولة لم ترصد أصلا للهيئة ميزانية خاصة بها، فما الجدوى من هذا؟”.

وفيما يتعلق بالجرائم السبرنية المرتكبة ضدّ الأطفال، أشارت العبيدي إلى أن العمل جار على محاولة درء مخاطر هذه الجرائم والتحكم في آثارها ضدّ الأطفال ولكننا مازلنا بعيدين عن النجاح في محاربة هذا النوع من الجريمة التي تتحول من المجال الافتراضي لتنخرط فيها العائلات والأطفال وتقود حتى إلى ظاهرة الإنتحار.

وعبّرت العبيدي ضيفة برنامج كلوب اكسبراس عن تخوفها قائلة “صغارنا بش يفلتوا من بين أيدينا.. في حال تواصل الوضع على ما هو عليه”.