سارة مصمودي: الفصل 62 لقانون المالية ضدّ الصنع المحلي ويُهدد قطاع الأدوية إجمالاً

أفادت رئيسة الغرفة الوطنية لمصنعي الأدوية سارة مصمودي اليوم الأحد 2 جانفي 2022 بأن التصنيع المحلي للأدوية في تونس انطلق منذ الثمانينات عندما اختارت الدولة التونسية أن تكون مصنعة للأدوية محليا، واتخذت عديد الإجراءات الهامة في هذا الإطار.

وأشارت سارة مصمودي لدى حضورها في برنامج “Mag Santé Pro” إلى أن الأدوية المصنعة محليا في تونس تغطي اليوم حوالي 54 بالمائة من الحاجيات من حيث القيمة، وأكثر من 77 بالمائة من الحاجيات من حيث الكميات، وبالتالي فإن التغطية تصل إلى 65 بالمائة من المبيعات.

واعتبر أن هذه الأرقام تعد من بين الأعلى في القارة الإفريقية والدول العربية عموما، وأضافت أن أغلب المبيعات في المستشفيات العمومية تكون من الدواء المستورد ولا تفوق كمية التزويد من الأدوية محلية الصنع 22 بالمائة.

وأضافت أن الأدوية غير المصنعة محليا، هي الأدوية البيولوجية والأدوية التي تتطلب تقنيات عالية، وهو ما يستدعي استثمارا كبيرا من الدولة، وسياسات واضحة للدولة تشجع التصنيع المحلي.

وقالت سارة المصمودي إن الفصل 62 من قانون المالية لسنة 2022 يمثل إجراء للدولة ضدّ نفسها، وأكدت أنه من الضروري اليوم البحث عن حلول جذرية للاشكاليات التي تعاني منها الصيدلية المركزية، وتشجيع التصنيع المحلي لكل القطاعات.

وأكدت أن الدولة توجهت إلى زيادة المعاليم الديوانية إلى أكثر من 40 بالمائة لدعم الصناعات المحلية وفي المقابل تهدد الصنع المحلي للأدوية.

ويذكر أن الفصل 62 من قانون المالية لسنة 2022، نصّ على إجراءات لمساندة الصيدلية المركزية التونسية، من خلال التخفيض إلى 0 % نسبة المعاليم الديوانية المستوجبة على الأدوية التي لها مثيل مصنوع محليا الموردة من قبل الصيدلية المركزية التونسية، ويوُقف العمل بالأداء على القيمة المضافة المستوجب على الأدوية التي لها مثيل مصنوع محلياّ الموردة من قبل الصيدلية المركزية التونسية، كما تُعفى الصيدلية المركزية التونسية من الآداءات والمعاليم المستوجبة والخطايا المتعلقة بها بعنوان وارداتها من منتجات الحماية الفردية المنجزة خلال سنة 2020.

وقالت المصمودي إن الصيدلية المركزية تقوم بدعم عديد الأدوية الموردة ومحلية الصنع أيضا، وأضافت أن الدعم على الأدوية المستوردة التي لها مثيل مصنع محليا في تونس غير منطقي.

وأكدت أن الحل هو رفع الدعم عن هذه الأدوية المستوردة التي لها مثيل مصنع محليا، ورفع سعر بيعها للعموم، وهو ما سيدعم من حصة الأدوية الجنيسة محلية الصنع في السوق التونسية ويشجع الصناعة المحلية.

وقالت ضيفة برنامج “Mag Santé Pro” إن مشاكل الصيدلية المركزية المالية، ليس الأدوية الموردة وإنما المداخيل غير القارة، وغير المنتظمة للصيدلية المركزية.

وأضافت مصمودي أن هذا القرار غير صائب، وأن إصلاح الصيدلية المركزية يجب أن يكون جذريا وليس على حساب التصنيع المحلي وضدّه.

وأشارت إلى أن فرض الأداء على القيمة المضافة في الشراء وفي البيع للأدوية المصنعة محليا، دون فرضها على الأدوية المستوردة غير عادل، وهي إجراءات تهدد قطاع الأدوية إجمالا.

اقرأ أيضا: الإجراءات لفائدة الصيدلية المركزية في قانون المالية تُهدّد قطاع الأدوية!