الأخبار

وزير الشؤون الدينية يدعو إلى ضرورة “التصدي للفساد”

today24/09/2023 147

Background
share close

 دعا وزير الشؤون الدينية، ابراهيم الشائبي، إلى “ضرورة التصدّي للفساد وتقديم التضحيات اللازمة من أجل أن تستعيد تونس مكانتها الحقيقة”.

وأكد الوزير في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، خلال افتتاح الندوة المولدية الدولية التي انتظمت بالقيروان في دورتها 51، بمناسبة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، على ضرورة “التحلي بالجرأة في الإصلاح والإصرار عليه، لأنه لا مجال للتقدم دون التخلص من السرطانات التي نخرت جسد البلاد طيلة سنوات”، حسب ما جاء على لسانه.

وقال إن الحديث عن ميلاد الرسول محمّد هو حديث عن “ميلاد فكر وثقافة” وان الاحتفال بذكرى مولده، لا يعني “سرد شمائله دون التعمّق فيها وتنزيلها أرض الواقع”، مضيفا ان اختيار موضوع “ثقافة الاصلاح في المنهج النبوي” عنوانا لهذه الندوة، يتنزل في إطار “ما تواجهه البلاد من موجات الفساد في كل القطاعات”.

وأضاف الشائبي قوله: “لا يمكن الحديث عن الإصلاح إلا في وجود فساد ومُفسدين”، مشيرا إلى وجود “تعتيم” على أوجه الفساد. واعتبر في هذا الاطار أن “الإصلاح ليس مجرد شعار يُرفع، بل إن مناله عسير وطريقه وعرة والعقبات التي توضع في طريقه كثيرة، لأن المتمعشين من الفساد كثيرون”، على حد قوله.

كما لاحظ أن الهدف من الندوة المولدية السنوية، هو ربط هذه المناسبة بالفكر والأفعال الواقعية والحرص على إلصاقها بمشاغل المجتمع، معتبرا في هذا السياق أن وزارة الشؤون الدينية “أحق من يرفع لواء محاربة الفساد” وذلك بتعزيز خطاب ديني يتحدث عن مكافحة آفة الفساد وضرورة الإصلاح في خطب الائمة الخطباء والوعاظ، بالإضافة إلى الارتقاء بذلك في المستوى الأكاديمي بالمعهد العالي للعلوم الاسلامية الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الدينية، بالاشتراك مع وزارة التعليم العالي ومركز الدراسات الإسلامية التابع لجامعة الزيتونة، عن طريق إنجاز إصدارات أكاديمية تؤسس لثقافة الإصلاح.

وذكّر الوزير بأن الرسول “هو أول من نسف مكامن الفساد في الجاهلية وقضى على كل تلك المظاهر، من خلال تأسيس حياة جديدة، فكان المنهج النبوي هو مصدر العقول النيرة ومصدرا للإصلاح”، مضيفا أن “أول إصلاح نادى به الرسول هو إصلاح النفوس”.

ودعا بمناسبة الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، إلى أن يكون هذا احتفال “عميقا وليس مجرد احتفال فولكلوري” وذلك باتباع الأخلاق النبوية من أجل القضاء على الفساد في مستواه الفكري والنظري والعملي والممارساتي.

“هذه الاحتفالات فرصة حتى تستعيد القيروان بريقها”

وأشار إلى أن هذه الاحتفالات هي فرصة “حتى تستعيد القيروان بريقها ودورها في هذه المناسبة الدينية التي تشهد خلالها الجهة كذلك حركية اقتصادية وفكرية وثقافية”.

وفي مداخلة تحت عنوان “تأصيل المنهج الاصلاحي من خلال القرآن والسنة النبوية بيّن الدكتور والباحث بجامعة الزيتونة والإمام الخطيب، عمر بن عربية، أن الإصلاح مقصد من مقاصد التشريع وان التشريعات جاءت موجّهة للانسان نحو التصرف الحسن في الكون والتحكم في الفساد بالاصلاح”.

وأضاف أن أبرز معالم المنهج الاصلاحي النبوي هي الشمولية والواقعية والتنوع، موضحا أن الوحي الذي نزل على الرسول هو شامل ومفسر للقرآن ويصلح ويرشد إلى الطريق الصحيح. كما أن الدعوة المحمدية جاءت لإصلاح مظاهر الفساد وهي دعوة أمرت بالصلاة والزكاة ودعت إلى حسن الأخلاق وتنظيم العلاقات الاجتماعية والكف عن المحارم وأكل مال اليتيم والغش وغيرها.

من جانبها أفادت مديرة المعهد اللعلى للشريعة، حميدة الفرشيشي في مداخلة بعنوان “المنهج النبوي وترسيخ القيم في حياة الانسان”، بأن مقصد الشريعة هو الإصلاح وإزالة الفساد وأكدت على ضرورة العودة إلى القيم النبيلة التي مصدرها المنهج النبوي.

وبينت المحاضرة أن الرسول استخدم طرق متعددة في تعليم القيم الإنسانية وأهمها القُدوة الحسنة، مشيرة إلى أن من أهم القيم التي غرسها الرسول هي قيمة الأمانة. وأضافت أن السنة النبوية سلكت منهجا إقناعيا وكان الحوار من أهم أساليب الرسول في الإقناع وغرس القيم والإصلاح.

يُذكر أن وزير الشؤون الدينية أشرف خلال زيارته إلى ولاية القيروان على تدشين مكتبة جامع عقبة ابن نافع ومواكبة الإبتهالات الدينية والأذكار المقامة داخل المسجد وذلك بحضور السلط الجهوية والمدير الجهوي للشؤون الدينية والإمام الخطيب لجامع عقبة ابن نافع.

وتستضيف الندوة المولدية الدولية مُحاضرين من الجزائر ومصر والأردن، عن طريق تقنية التواصل عن بعد وهي تتواصل على مدى يومين. وسيناقش المحاضرون خلال جلستين علميتين، غدا الأحد، مجالات ومقومات من الإصلاح، من خلال السُنّة النبوية وأهمية الوعي بمقاصد الاصلاح في السُنّة النبوية.

Written by: Asma Mouaddeb



0%