الأخبار

الصادق الحمامي: الصحافة في تونس ليست سلطة رابعة

today02/03/2022 155

Background
share close

قال الأستاذ الجامعي والباحث في الميديا الصادق الحمامي اليوم الاربعاء 02 مارس 2022 إنّ الصحافة في تونس ليست سلطة رابعة، وهذه الأخيرة يمكن النظر إليها كمدخل لفهم فشل الانتقال الديمقراطي.

وأضاف الصادق الحمامي خلال حضوره في برنامج “كلوب اكسبراس” أنّ كل المؤشرات تدّل على أنّ تونس خارج منطق الانتقال الديمقراطي، مشيرا إلى أنّ هناك مقاربات تنظر إلى الديمقراطية باعتبارها نظاما بيئيا، وتعطّل جزء من هذه البيئة فإنّ الديمقراطية تصبح معطّلة.

وتابع “نظرية الديمقراطية باعتبارها بيئة فإن هناك ثلاث مؤسسات تراقب العمل الحكومي، وهي البرلمان والقضاء والصحافة، مؤكّدا أنّ كل هذه السلط معطّلة، والصحافة لم تتحول إلى سلطة رابعة، وتصبح الصحافة سلطة عندما تكون مستقلة بشكل كامل عن السلطة السياسية وتصبح قادرة على أداء وظيفة معيّنة وهي مراقبة السلطة السياسية، وتونس منذ 10 سنوات تطمح أن تكون الصحافة سلطة رابعة لكن لن يتحقق هذا”.

كما أفاد بأنّ عدم وصول الصحافة لأن تكون سلطة رابعة لا يعني فشل الصحفيين في أداء مهامهم بل هناك من نجح وهناك من فشل، مشيرا إلى أنّ استطلاعات الرأي باختلافها تؤكّد غضب التونسيين على الصحافة.

وبيّن الأستاذ الجامعي والباحث في الميديا الصادق الحمامي أنّ الصحفييون التونسييون ليسوا أحرارا، مضيفا أنّ الصحافة ليست مهنة حرّة على عكس المهن الأخرى كالطب والمحاماة، “والصحفي يمكن أن يكون مستقلا فرديا لكنّه أجير يشتغل في مؤسسة وإذا كانت المؤسسة التي يشتغل فيها لا تتوفر فيها شروط الاستقلالية فكيف يمكن أن يكون مستقلا.

وأفاد الحمامي في ذات السياق أنّ الاستقلالية تعني استقلالية غرفة الأخبار أولا والمؤسسة ثانيا،قائلا إنّ الصحفي المستقل هو ذلك الذي يشتغل في مؤسسة مستقلة.

كما بيّن الصادق الحمامي أن الأخبار تحوّلت إلى مادة للتسلية وهذا موجود في تونس، لأنّ الإعلام التونسي ليس له نموذخ آخر باستثناء التسلية، مشيرا إلى أنّ وسائل الإعلام التونسية ليس لها منوال اقتصادي.

كما شدّد محدّثنا على ضرورة أن ينتج الإعلام الخاص مادة إخبارية متنوّعة، مشيرا إلى أنّ القطاع العام نفسه لا ينتج مادة اخبارية متنوعة “هل من المعقول أن لا تملك التلفزة الوطنية برنامجا تحقيقيا واحد بل لديها برنامج حواري فقط”.

 


وأضاف الأستاذ الجامعي والباحث في الميديا الصادق الحمامي أنّ العديد من الصحفيين يقارنون أنفسهم بالمحامين والأطباء نظرا وأنّ هذه المهن لا يمارسها الدخلاء، مشيرا إلى أنّ هذه المهن فيها مجالس تأديب، وفي مهنة الصحافة يوجد مجلس للصحافة لكن ليس له امكانيات والنخب السياسية والحكومات المتعاقبة في تونس لا تريد لأن يكون لهذا المجلس موارد.

وشدّد على ضرورة أن يكون لهذا المجلس موارد ليسهر على ما يسمى المسائلة وعلى الصحفي أن يتحمّل مسؤولية ما يكتبه، معتبرا أنّ مهنة لا تحاسب نفسها فيما يتعلق بالأمور المهنية والأخلاقية تثير نقطة استفهام.

 

كما أقرّ الحمامي بأنّ القطاع العام يلعب دورا أساسيا ومختلف الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ اليوم الأول من سنة 2011 إلى اليوم حاولت تعطيل إصلاح الإعلام وخاصة الإعلام العمومي.

وأكّد عماد الحمامي أنّ عددا من الأحزاب السياسية كحزب حركة النهضة وحزب قلب تونس وضعت شبكة من القنوات والإذاعات والمواقع لتعمل إلى صالحها، وحركة النهضة لم تنحج وكل القنوات التي أنشأتها أغلقت، بينما نحجت استراتيجية حزب قلب تونس ووصل رئيس الحزب نبيل القروي إلى الانتخابات الرئاسية ونحج في الانتخابات التشريعية، أما بخصوص بقية الأحزاب السياسية فكان لها شبكة إعلامية للحصول على تغطيات إيجابية ومنفذ للرأي العام.

وشدّد على ضرورة أن تكون وسائل الإعلام التونسية الفاعل الأساسي المهيمن، مشيرا إلى أنّ جزء من المواطنين طلّق الصحافة ووسائل الإعلام بسبب طريقة التعامل مع المعلومة وطرحها.

هذا وأفاد الأستاذ الجامعي والباحث في الميديا الصادق الحمامي بأنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد كفاعل سياسي يتعاطى مع الرأي العام ومع المواطنين من زاوية أنّه يرفض ما يسمى بالأجسام الوسيطة ويعتقد أنّها فقدت المصداقية، والرئيس لا يتعامل مع الأحزاب ولا الجمعيات ومع الصحافة، وعدم التعاطي مع الوسائل الوسيطة هي استراتيجية الشعبوية بشكل عام، وهو يعتبر أنّه يعبّر عن إرادة الشعب ، وأنّه لا يتعامل بوسائط لا تحضى بثقة التونسيين.

ودعا الحمامي مهنة الصحافة برمتها من أساتذة يدرّسون الصحافة وصحفيين وهيئات نقابية إلى أن يكون لها نظرة ناقدة للعشرية الأخيرة من زاوية الشعار الذي رفعته المهنة في أن تكون سلطة رابعة.

 

 

Written by: Zaineb Basti



0%