“البحث العلمي في تونس يُزاحم مستوى مؤسسات أوروبية”

أفاد معز شفرة رئيس جامعة تونس المنار، اليوم السبت 29 أفريل 2023، بأن جامعة تونس المنار تضم حوالي 15 مؤسسة جامعية، و30 ألف طالب، و3500 أستاذ جامعي.

وأوضح معز شفرة لدى حضوره في برنامج خط أحمر، جامعة تونس المنار هي مؤسسة علمية عمومية وهي ذات صبغة تقنية وتكننولوجية، منذ جانفي 2023، وهي واحدة من ضمن 13 جامعة تونسية منها جامعة افتراضية.

وتضم جامعة تونس المنار 4 من أعرق الكليات في تونس بعد الاستقلال، منها أول كلية حقوق في تونس بعد الاستقلال، وكلية الاقتصاد والتصرف، وكلية العلوم، وكلية الطب، إضافة إلى مدرستين، وهي أول مدرسة للمهندسين بتونس ومدرسة الصحة في الرابطة.

وتضم جامعة تونس المنار أيضا 7 معاهد، منها معهد الاعلامية في أريانة، ومعهد بورقيبة للغات الحية، ومعهد العلوم الإنسانية (ابن شرف)، ومعهد البيولوجيا التطبيقة، ومعهد التكنولوجيات التطبيقية، والمعهد التحضيري للدراسات الهندسية، إضافة إلى مركزي بحث، وهما معهد باستور ومعهد البحوث في الطب البيطري.

“ميزانية البحث العلمي ضعيفة جدا”

وأشار إلى أن الميزانية التي تخصصها الدولة لجامعة تونس المنار تقدر، بـ 7 مليون دينار ويقع تقسيمها على مختلف المنشآت والمؤسسات التابعة للجامعة، حسب ما يقرره مجلس الجامعة المكون من 25 شخصا تقريبا، فيما تصرف الدولة 3 ملايين دينار شهريا لخلاص أجور الأساتذة الجامعيين والموظفين العموميين، التابعين لجامعة تونس المنار.

وأكد أن الميزانية المخصصة للبحث العلمي ضعيفة جدا ولا تتجاوز 20 ألف دينار سنويا للمخبر الواحد، ولا تملك الجامعة استقلالية تامة فيما يتعلق بهذه الميزانية، قائلا “الميزانية التي تخصصها الدولة للبحث العلمي ضعيفة، والسبب هو ضعف الامكانيات، ومن دور الجامعة استجلاب التمويلات وضخها لفائدة البحث العلمي”.

المليكي: “خريجو بعض الشعب يتوجهون مباشرة نحو البطالة”

ومن جهته اعتبر الناشط السياسي والمختص في الحوكمة حاتم المليكي، لدى حضوره في برنامج خط أحمر، أن القطيعة مع وظيفة الجامعة التونسية كان في سنوات 95، حيث تقلص طلب القطاع العمومي على خريجي الجامعات التونسية، وأصبح عدد الخريجين أكبر بكثير من طلب سوق الشغل.

وأشار إلى أن 60 بالمائة أو أكثر من خريجي الجامعات اليوم من الإناث، وأوضح أن الجامعات التونسية أصبحت تعاني من مشكل على مستوى أداء وظيفتها، وأصبح خريجو الجامعات يفكرون في سوق الشغل في الخارج في عدد من القطاعات وخاصة منها العلمية وأبرزها الطب والاعلامية والتكنولوجيا.

وقال إن “خريجي بعض الشعب يتوجهون إلى البطالة بصفة مباشرة”، واعتبر أنه لا يمكن لأي جامعة أن تتطور في اقتصادات ضعيفة، في العالم العربي.

وقال إن تونس يمكن أن تكون منصة كبيرة للتعليم العالي خاصة بالنسبة للدول الفرنكوفونية في إفريقيا.

تعطيلات لمجهود الجامعة التونسية

وأوضح معز شفرة رئيس جامعة تونس المنار، لدى حضوره في برنامج خط أحمر، أنه لا يوجد أي جامعة خاصة في تونس، ولكن يوجد مؤسسات خاصة في مجال التعليم العالي.

وأضاف شفرة أن الجامعات العمومية ليست في منافسة مع المؤسسات الخاصة، ولكن من الضروري أن تكون الجهود موحدة لفائدة الطلبة التونسيين والتعليم العالي في تونس.

وأشار إلى أهمية العمل على الحصول على اعتماد دولي في مجال التعليم العالي.

وقال ضيف برنامج خط أحمر، إن الدولة تدفع الجامعة التونسية وتوفر فرصا في بعض المجالات، ولكن هناك ممارسات تعطل الجامعات أيضا، حيث استغرقت إجراءات استجلاب معدات من الخارج لفائدة جامعة تونس المنار 5 سنوات، وفق قوله.

وقال إن “مستوى البحث العلمي في تونس بخير، ويزاحم مستوى البحث العلمي في جامعات أوروبية تأتي في مراتب متقدمة في التصنيف العالمي مقارنة بتونس، وذلك رغم ضعف الامكانيات المادية المتوفرة”.